قبل عشر سنوات كان هذا من الخيال العلمي، أن تتمكن الروبوتات من قتل الأعشاب الضارة.
يقول مصنعو الروبوتات إن هذه الآلات يمكن أن تقلل من استخدام المبيدات، وأن تكون جزءاً من نظام غذائي أكثر استدامة.
ومن المتوقع أن ترحب السوق العالمية بهذه الروبوتات الزراعية – التي يمكن تصميمها أيضاً لأداء مهام مثل نشر البذور، والحصاد، ومراقبة البيئة – من 5.4 مليار دولار في عام 2020 إلى أكثر من 20 مليار دولار بحلول عام 2026.
وفي زاوية أحد الحقول بولاية أوهايو، يمر روبوت مزود بالليزر بحقل كبير من البصل ويقضي على الأعشاب الضارة أثناء تقدمه في الحقل.
وهذا الحقل لا ينتمي إلى مستقبل بائس، بل إلى شاي مايرز، وهو مزارع من الجيل الثالث، والذي غالباً ما تنشر مدونته الإلكترونية حول الحياة الزراعية بكثرة، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
فقد بدأ منذ العام الماضي في استخدام الروبوتات لاقتلاع الأعشاب الضارة من محصوله الذي تبلغ مساحته 12 هكتاراً (30 فداناً).
فالروبوتات التي يبلغ طولها ثلاثة أمتار تقريباً، وتزن 4300 كيلوغرام (9500 رطل)، وتشبه سيارة صغيرة تشق طريقها ببطء عبر الحقول، وتمسح المنطقة من تحتها بحثاً عن الأعشاب الضارة التي تستهدفها بعد ذلك بومضات الليزر.
خلال ميكروثانية تشاهدون هذه الومضات الحمراء الملونة. فأنت ترى الأعشاب الضارة التي تضيء بينما يصطدم بها شعاع الليزر، ثم تختفي على الفور.
قبل عشر سنوات كان ذلك خيالاً علمياً. باستثناء أصوات المحرك، فإن الروبوتات شبه صامتة، وكل واحد منها يستطيع تدمير 100 ألف من الأعشاب الضارة في الساعة، وفقاً للشركة المصنعة «كربون روبوتكس».
إن شركة «كربون روبوتكس»، إلى جانب غيرها من الشركات البادئة في مجال الروبوتات الزراعية، تؤكد على الفوائد البيئية التي قد تعود بها هذه الآلات على الزراعة، بمساعدتها في الحد من اضطرابات التربة، والتي قد تساهم في تآكل التربة، والسماح للمزارعين الإقلال بشدة من استخدام مبيدات الأعشاب.
ويرزح المزارعون تحت ضغوط متزايدة للتقليل من استخدام مبيدات الأعشاب وغيرها من المواد الكيميائية، التي يمكن أن تلوث المياه الجوفية والسطحية، وتؤثر على الحياة البرية والنباتات غير المستهدفة، وقد ارتبطت بارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان. عن:(صحيفة الشرق الأوسط)