للأشجار قدرة على خفض درجات حرارة الأرض في فصل الصيف بمعدل عشر درجات فهرنهايت، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ويسكونسن ماديسون الأميريكية.
إلا أن غطاء الأرض من الأشجار يشهد انكماشًا بمعدل 36 مليون شجرة سنويًا، في الولايات المتحدة وحدها، وفقا لدراسة حديثة أجرتها خدمة الولايات المتحدة للغابات، تربط بين خسارة الأشجار وتلوث الهواء.
وباستمرار هذا المعدل، يتوقع الخبراء مزيدًا من الارتفاع لدرجات الحرارة ومعدلات تلوث الهواء، وفقا لموقع “سي إن إن” الأميريكي.
ويوضح ديڤيد نوفاك الخبير في خدمة الولايات المتحدة للغابات، وهي وكالة حكومية تابعة لوزارة الزراعة مَعنية بالغابات في الولايات المتحدة، أن أسباب تراجع غطاء الأشجار تتضمن الأعاصير والحرائق والحشرات والأمراض، وكلها عوامل طبيعية لا يمكن للبشر التحكم فيها.
ولكن هناك عوامل أخرى تتعلق بنشاط البشر، يقول بشأنها:” نرى غطاء الأشجار يُستبدل بغطاء آخر محكم، ويتمثل في المباني أو مساحات لصف السيارات”.
ويشرح نوفاك أن في كل مرة تُقطع فيها شجرة لمدّ طريق أو إقامة مبنى لا يتوقف تأثير ذلك على موقع محدود، بل يمتد ليؤثر على منطقة أو إقليم بأكمله.
ولا تقتصر أهمية الأشجار فقط على الدور الذي تلعبه في خفض درجات الحرارة وخفض معدلات التلوث بامتصاصها للكربون، إذ تساهم أيضًا في خفض استهلاك الطاقة عبر أجهزة التبريد بقيمة أربعة مليارات دولار أمريكي سنويا. فالأشجار توفر الظل للمنازل بما يخفض من سخونتها ويقلل الحاجة إلى خفض درجات الحرارة بداخلها.
وتعمل الأشجار كذلك مرشحًا للمياه، بامتصاص المياه غير النظيفة، كما تلعب دورًا أساسيًا في الحد من مستوى الفيضانات.
وإلى جانب ما تضفيه من جمال على أي مكان، للأشجار القدرة على تشتيت الضوضاء ولهذا غالبًا ما نجدها على جانبي الطرق السريعة أو بجوار الأسوار الفاصلة بين المنازل أو المناطق السكنية. كما تمتص الأشجار 96 % من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
وبالإضافة لتأثيرها على البشر، الأشجار هي ملجأ الطيور بكل أنواعها، كما توفر المسكن والغذاء في الغابات للحيوانات.
ويؤكد نوفاك على ضرورة العمل والتطوع لزراعة أشجار بديلة لما يُفقد، خاصة في المدن حيث يصعب أن تنمو الأشجار بشكل طبيعي كما يحدث في الغابات أو الريف بسبب الأسفلت الذي يغطي الأرض فيها. ولا يقتصر الأمر على مجرد زراعة البذور في التربة، إذ تحتاج الأشجار للرعاية في السنوات الأولى إلى أن يشتد قوامها وتتمكن من مواجهة تحديات الطبيعة. عن:( دويتشيه فيليه)